قال رئيس الجمعية العربية للمشروبات ورئيس لجنة المشروبات بالاتحاد العربي منذر الحارثي: إن الوقت مازال مبكراً لتبيان أثر فرض ضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة، بنسبة تبلغ 50 % من سعر المنتج، والذي دخل حيز النفاذ بدءاً من تاريخ 1 ديسمبر 2019، إذ يتطلب تحديد ذلك الأثر بواقعية شهر على الأقل منذ بداية التطبيق، مبيناً أن عدداً من المصانع والمعامل المنتجة للعصائر المحلاة بدأت فعلياً بالتوقف عن إنتاجها والتحول لمنتجات بديلة نظراً لعدم قدرتها على مجاراة قرار فرض الضريبة، وما يصاحبه من اشتراطات.
وقال منذر الحارثي لـ”الرياض”: لاشك لدينا حول وجود تأثيرات على إنتاج المصانع وعلى أداء الشركات المنتجة للعصائر المحلاة خصوصاً أننا نتحدث عن إنتاج يقدر بما يزيد على مليار لتر من العصائر المحلاة ومئات المنتجات التي يتم تصنيعها وضخها للأسواق المحلية، وأعتقد بأن فترة شهر منذ بداية بدء تطبيق القرار ستكون فترة كافية لتحديد تلك التأثيرات ومعرفة هل كانت توقعاتنا السابقة بتأثير بنسبة تتراوح بين 30و40 % عند بدء التطبيق، والتي كانت مبنية على ما حدث عند فرض الضريبة على السلع السابقة وهي مشروبات الطاقة والتبغ ومشتقاته دقيقة وواقعية.
وأشار الحارثي، إلى أن عدداً من المصانع والمعامل المتوسطة والصغيرة بدأت فعلياً بالتوقف عن إنتاج العصائر المحلاة نظراً لعدم قدرتها على مسايرة نظام الضريبة وعدم قدرتها على توفير الاشتراطات المطلوبة منها، كتوفير المستودع الضريب الذي هو المكان المحدد الذي يُسْمح فيه للمرخص له بإنتاج السلع الانتقائية، أو تحويلها، أو تخزينها، أو تلقيها تحت وضع معلق للضريبة.
وطالب الحارثي، من الجهات ذات العلاقة ووسائل الإعلام توضيح مفهوم تأثير العصائر المحلاة على صحة المستهلك مشيراً إلى أن وصفها بالمنتجات الضارة فيه نوع من المبالغة، مبيناً أن الإكثار منها هو الضار شأنها في ذلك شأن كثير من المنتجات الغذائية الأخرى كالأرز والدهون التي قد تسبب الضرر في حال الإكثار من تناولها.
وكانت الهيئة العامة للزكاة والدخل قد باشرت منذ 1 ديسمبر 2019، تطبيق الضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة وهي ضريبة تفرض على أنواع السلع ذات الأضرار على الصحة العامة أو البيئة أو السلع الكمالية بنسب متفاوتة، وتشمل حالياً المشروبات الغازية بنسبة 50 %، ومشروبات الطاقة بنسبة 100 % والتبغ ومشتقاته بنسبة 100 %.، والمشروبات المحلاة بنسبة 50 %، وأجهزة وأدوات التدخين الإلكترونية وما يماثلها والسوائل المستخدمة فيها بنسبة 100 %، وعرفت الهيئة المشروب المحلى بالسكر بأنه أي مُنتج مُضاف إليه مصدر من مصادر السكر أو مُحليات أخرى يتم إنتاجه بغرض التناول كمشروب سواء كان جاهزًا للشرب، أو مركزات، أو مساحيق، أو جِلاً، أو مستخلصات، أو أي صورة يمكن تحويلها إلى مشروب، وأكدت أن الضريبة الانتقائية تفرض على كافة المشروبات المحلاة دون النظر إلى نسبة السكر أو المحليات الأخرى، أي أن المشروبات تخضع للضريبة في حال كانت محلاة بالسكر أو بدائله بأي نسبة.
كما يذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت من استهلاك ما يزيد على 25 غرامًا من السكر وهو ما يعادل 6 ملاعق صغيرة، كما أكدت عدة دراسات ضرر الإكثار من العصائر والمشروبات المحلاة وأنها قد تؤدي للوفاة، وحللت دراسة بيانات 13440 فرداً تم حصر معدل تناولهم للمشروبات السكرية وعصائر الفاكهة في استبيان عام وخلال متوسط متابعة لأولئك الأفراد لمدة 6 سنوات، كان هناك 1000 حالة وفاة لأسباب مختلفة، و168 حالة وفاة بسبب مرض الشريان التاجي.